حوارات تغم النفس !
يستغرب الكثيرون كراهيتي للاحتكاك مع البشر .. وعزوفي عن أمور الخطبة والزواج ..
وأحيانًا أتأثر بكلامهم .. وأقرر أن أخرج من قوقعتي لأحتك بالكائنات الأخرى ..
لكن دائمًا يحدث حوار ما يثير جنوني .. فأعود راكضًا إلى دائرتي المغلقة العزيزة .. وأغلق الباب على نفسي بالمزيد من الأقفال !
قررت أن أعطيك نماذجًا لهذه الحوارات والمناقشات و .. ما تيجي نشوف ؟
***
الحوار الأول
الحدث : نهاية جلسة مع عروس رشحها لي أحدهم
المكان : أحد الكافيهات الغالية جدًا ..
أنا : لا أفهم .. كنت صريحًا معك في ظروفي المادية منذ البداية .. وقلتِ أن الماديات لا تشغلك .. لماذا تغير كلامك الآن ؟
عروس الغفلة : نعم .. أنا لست مادية على الإطلاق .. كل ما أطلبه هو شقة واسعة في حي راقٍ .. وأن تكون لك وظيفة ثابتة براتب مرتفع .. وأن تكون قادرًا على تحقيق طلبات أهلي لأني لا أتحمل فكرة إغضابهم !
أنا "ضاحكًا" : ياللتواضع .. ماذا كنتِ لتطلبي إذا كنتِ مادية إذن ؟ قصرًا فخمًا وفيللا في الساحل ؟ أي انفصال عن الواقع تعيشين فيه !
عروس الغفلة : يا عزيزي أنت شخص رائع فعلًا .. وفي ظروف أخرى وفي عالم مواز لم أكن لأتركك تفلت من يدي .. لكن شقتك صغيرة .. وحتمًا مطبخها ضيق .. وفي مكان لا بأس به لكنه بعيد نوعًا .. كأنك لا تملك شقة من الأساس !
أنا "بغضب وقد تذكرت الأهوال التي رأيتها لأدبر ثمن الشقة" : لا لا لا لا .. لا أسمح لك .. هذه الشقة اشتريتها بدمي بالمعنى الحرفي للكلمة .. ولن أسمح لمدللة ناعمة اليدين أن تقلل من كفاحي !!
عروس الغفلة : حسام .. كل اللي بيننا انتهى ..
أنا : *ألفاظ يعاقب عليها القانون ولا يمكن ذكرها هنا*
***
الحوار الثاني
الحدث : الخلاف المصري المعتاد كلما مات أحد .. هل سيدخل الجنة أم النار ؟ فكما تعلم نحن 100 مليون إله .. وكل إله يحمل مفاتيح الآخرة .. ويختار من يدخل الجنة أو النار حسب رأيه الخاص .
المكان : بوست لأحد أصدقائي الذين يعيشون في أوروبا على الفيسبوك
البوست : من قال أن تلك الفتاة التي ماتت ستدخل الجنة ؟ إذن سيدخل الملحدون والشواذ والمسيحيون الجنة أيضًا ؟ يالكم من حمقى بعيدين عن الدين !
أنا : يا صديقي احذر لكلامك .. قد يكون مديرك في الدولة الأوروبية أساسًا ملحدًا شاذًا جنسيًا .. وقد يترجم له أولاد الحلال البوست وتجد نفسك مرحلًا إلى مصر غير مأسوف عليك !
صديقي : لا تقلق .. لقد أخفيت البوست عنهم .. لن يراه أحد هنا !
أنا : أنت إذن منافق حقير .. تظهر لهم الاحترام والود لتحافظ على أكل عيشك .. لكنك تشتمهم من وراء ظهورهم ..
صديقي : التعامل في حدود الدنيا لا يعني أن أدافع عن الدين !
أنا : لازلت منافقًا .. فأنت لا تستطيع الدفاع عن الدين ضد من تخشاهم .. لكنك تفرد عضلاتك على أصدقائك المصريين الغلابة الذين لا يملكون لك ضررًا .. أليس هذا صحيحًا ؟
صديقي : ...................
أنا "بعد أن انتظرت الرد طويلًا" : أين ذهبت ؟ ألم تجد ردًا ؟
الفيسبوك : لا يمكن وضع تعليقك لأن البوست تم مسحه ..
***
الحوار الثالث
الحدث : أحد أصدقائي يحدثني بحماس عن مشروع جديد ننفذه سويًا
المكان : على القهوة
صديقي "بحماس" : كما ترى لقد فكرت في كل شيء .. وسينجح المشروع نجاحًا ساحقًا !
أنا "مهدئًا" : يا صديقي لا داعي للحماس الزائد .. لست أول من يحدثني عن فكرة ما .. الحماس ينطفئ سريعًا .. كما أنه يمنعك من رؤية السلبيات .. بعض التشاؤم والواقعية مفيد جدًا !
صديقي "بحماس أكثر" : لا مجال للسلبيات .. كل شيء محسوب .. كف أنت عن تشاؤمك المعتاد !
*بعد مرور عدة أشهر وفشل المشروع فشلًا ذريعًا*
أنا : ما رأيك ؟ ألم أقل لك ؟
صديقي "بغضب" : أنت وتشاؤمك اللعين .. ألن تكف عن التشاؤم ؟
أنا "بدهشة" : لحظة .. ألم يكن توقعي صحيحًا ؟ أنت تتجاهل أني كنت على حق في النهاية !
صديقي : لا بد أن تتفاءل بالخير حتى تجده .. لا يمكن أن تترك كآبتك تسيطر عليك .. !
أنا : أنت كنت متفائلًا ولم تجد شيئًا !
صديقي : ...............
أنا : إذن دعنا نغلق الموضوع طالما لا تجد ردًا .. ماذا كنت تريد مني ؟
صديقي " بحماس عنيف" : نعم صحيح .. لدي فكرة مشروع جديد رائع .. لا مجال للخطأ فيه !
أنا : *ألفاظ يعاقب عليها القانون والعرف والتقاليد .. بالإضافة إلى كوب زجاجي ناقص من على الطاولة .. يمكنك أن تراه محطمًا مختلطًا بالدماء على الأرض*
***
كما ترى .. هذه نماذج تحرق الدم لما أواجهه حين أخرج للعالم ..
هناك حوارات أخرى .. لكنها تحتاج مجلدًا كاملًا وليس مجرد مقال ..
الخلاصة أن تناقض البشر صار عجيبًا جدًا .. يمكن لواحد أن يقول الكلام وعكسه في نفس الجملة .. وبضمير نقي للغاية ..
لا أعرف هل هذا فكر جديد ؟ أم أنه موجود منذ الأزل لكنني تقدمت في العمر ولم يعد لدي البال الرائق للتعامل معه ؟
على أية حال من يسأل عني سأكون داخل قوقعتي الجميلة .. يمكنك مناداتي لكني غالبًا لن أرد عليك ...
سلام ..

