Friday, September 3, 2021

مقال كئيب جدًا ..

مقال كئيب جداً ..

صديقي ..
هل أنت سعيد ؟ ياللسذاجة .. 
اقرأ التالي ثم حدثني عن سعادتك ..
كلنا يخدع نفسه ..
لكن هناك أموراً نحاول أن نتناساها ..
فمثلاً هل تتخيل نفسك حين تتقدم في العمر ؟
طبعًا أنت لا تعتقد أنك ستظل دائمًا شابًا مفعمًا بالصحة والحماس .. هه ؟
تخيل تساقط أسنانك .. ضياع بصرك .. هل تتخيل منظرك بنظارة سميكة .. ولا ترى أبعد من مسافة نصف متر أمامك ؟
تخيل مظهرك وأنت محني الظهر .. لا تستطيع السير إلا بالعكاز .. ولا تستطيع دخول الحمام إلا بمساعدة أحد .. ولا تستطيع صعود سلالم مدخل عمارتك إلا حين يسندك شخصان ضخمان كالثيران ..
تخيل شكلك وأنت ملقى في مستشفى قذر .. وكل برنامجك اليومي هو الألم .. تلخصت كل أحلامك في زيادة جرعة المورفين لتستطيع النوم ساعتين فقط !
هل تتخيل نفسك يوم موتك ؟
هل تعرف كيف ستشعر حين يصل ملك الموت ؟
أين ستذهب كل آمالك وافكارك وطموحاتك ؟
يقولون أنك تشعر بالموت حين يدنو منك .. لكن لم يعد أحد من الموت ليؤكد هذه المعلومة .. فقط تخيل أنها حقيقية .. تخيل أن تعرف أنك ستموت قبلها بدقيقة واحدة .. ما هو شعورك حينها ؟
كيف ستمر عليك ستون ثانية من الرعب ؟
هل ستدخل الجنة أم الجحيم ؟ لا تعرف !
تقول لي دعك من هذه السيرة الهباب ؟
حسناً لنتكلم في شيء مبهج .. مثل الحب ..
أنت تعيش قصة حب طبعاً أليس كذلك ؟
هل تتخيل يا ساذج أنها ستنتظرك ؟
تنتظر أن تحوش ثمن الشقة والشبكة والعفش ؟
هل تتخيل أنها ستتحمل خطوبة طويلة حتى تتمكن من الزواج ؟
يالك من أحمق !!
هناك 156987 عريس جاهز قادم من الكويت .. يكنز المال في كرشه .. وفترة الخطوبة بالنسبة له ليست إلا ترتيباً سريعاً لأن إجازته شارفت على الانتهاء .. ولو أن الإجازة أطول قليلاً لأتم الصفقة كاملة !!
تخيل حبيبتك مع شخص آخر ..
كلام الحب الذي أغرقتك به سيصبح ملك شخص آخر .. نظرات عينيها .. ابتسامتها .. دفئها .. كله لم يعد من حقك حتى أن تفكر فيه !!
تخيلها بجواره في كوشة .. معه تحت سقف بيت واحد ..
تخيلها الآن معه تحت سقف واحد .. في فراش واحد
الآن تخيلها بين أحضانه !!
توقف !! يكفي خيالاً إلى هذا الحد أيها السافل !! لسنا هنا في رواية الفيل الأزرق !!
هل تخيلت ؟ هل آلمك هذا الخيال ؟
هذا خطؤك منذ البداية !! كيف تصورت أنها ستحتملك وأنت عاجز عن تسديد جنيهات رصيد (سلفني شكراً) في هاتفك المحمول ؟
أنت إذاً أحمق وغد غبي أهبل .. تستحق الإعدام شنقاً بالرصاص بتهمة العبط .. لتتحول إلى الجثة التي جعلتك تتخيلها منذ عدة أسطر ..
تقول أنك تزوجتها بالفعل ؟ لا بأس ..
هل تظن أيها الساذج أن الحب سيظل مشتعلًا بينكما ؟ وأن علاقتكما خاصة وزواجكما ليس تقليديًا كالآخرين ؟
هأو !
لا شيء يبقى كما هو .. ستحولكما ضغوط الحياة والمسئوليات إلى شخصين عاديين جدًا .. وستتحول هي من حبيبتك إلى أم العيال .. وسيختفي أي حب بينكما لتتحول العلاقة إلى تبادل منفعة .. أنت تريد أن تأكل طعامًا بيتي وتمارس الجنس .. وهي تريد من ينفق عليها ..
هل تحب أمك ؟ (أيوة أمك انت)
إذن تخيل الآن يوم أن تفقدها !!
كيف سيحدث ؟
هل ستحاول إيقاظها يوماً ولن ترد عليك ؟
هل ستمرض وتراها تتآكل أمام عينيك بالسرطان دون أن تملك لها إنقاذاً ؟
هل ستأتي مفاجأة مؤلمة في صورة حادث سير ؟
تخيل الشرطي المرتبك يتصل بك ليبلغك الخبر الحزين .. و يدعوك للقدوم إلى المشرحة للتعرف على جثة أمك !!
الآن تخيل أنك ستعاني نفس المعاناة مع كل من تحبهم .. سيموتون يومًا بنفس الطريقة !
مرة أخرى تريد موضوعاً مبهجاً ؟
حسناً .. لنتكلم عن الأحلام !!
ما هو حلمك ؟
أن تكون نجماً لامعاً مشهوراً في مجالك ؟
ما زلت ساذجاً أحمقاً تتساقط ريالتك حتى تكاد تغرقنا جميعاً الله يخرب بيتك !!
لو أن جميع الناس تحققت أحلامهم وأصبحوا نجوماً مشاهير لامعين أثرياء .. من إذن سيكون الموظف الكحيتي الذي يعمل 10 ساعات يومياً ويتقاضى راتباً عبيطاً هو أقرب لبدل الجوع ؟
هناك شخص واحد من بين كل مليون شخص نجح في تحقيق حلمه !!
ما هي فرصك أن تكون هذا الشخص ؟ صفر تقريباً !!
بالله عليك كم واحدًا تعرفه يمتلئ بالأحلام والطموحات حتى يكاد يطفحها كما تطفح المجاري ؟
ولاحظ كم واحدًا منهم تحقق حلمه ..
تقول أنك ستثابر وتكافح ؟ هأو !!
كلهم قال نفس الكلام .. وكافح وثابر ولم يكسب شيئًا !!
غالباً ستكون مجرد أحمق آخر يعمل موظفاً عادياً يسعى لأكل عيشه ويخاف الرفد.. وكل آماله هو زيادة في راتبه تعينه على أكل اللحمة ولو مرة واحدة في الأسبوع !
وليس له أي دور في مسيرة البشرية إلا من خلال مواسير الصرف الصحي التي تنقل فضلاتك لتسميد النباتات !!
وحين تموت وتتعفن لن يذكرك أحد بعد ثلاث ثوان !!
يمكنك أن تحلم كما تريد .. لكن النهاية محتومة يا صديقي للأسف !!
أعم أنك تكره حياتك وتكرهني أنا أيضاً الآن ..
لكن لو لاحظت .. فكل ما سبق ستمر به عاجلاً أو آجلاً .. ولا مفر منه للأسف !
كل ما فعلته هو أن ذكرتك به .. وجعلتك تتخيله .. لذا ستكون صدمتك أخف نوعاً حين يحدث كله قريباً جداً بعون الله !!
أي أنني أسديت إليك خدمة عظيمة ..
العفو .. أنا في الخدمة ..