قوانين حياة عبقرية
تعرف حتمًا موقفي من نصب التنمية البشرية والـ"لايف كوتشنج" وما شابه ..
أراها ببساطة "فاشل يلجأ لشخص أفشل منه ليعلمه النجاح" ..إذا أردت من "يكوتش" لك حياتك فلتلجأ إلى العباقرة .. نعم بالضبط .. أمثالي ..
لذا قررت أن أضع لك بعض القوانين الحياتية .. ليس للنجاح في عملك أو تحقيق الثروة .. بل لتعيش رائق البال وفي أمان من الصدمات ..
لنبدأ على الفور إذن ..
القانون رقم 1 : راحتك أولًا ..
إياك أن تجبر نفسك على ما تكره ..
لا تتعامل مع من لا تطيقه .. لا تفعل ما لا تحب .. مهما كان الثمن ..
أنت تعيش مرة واحدة .. ليس هناك أي مبرر لأن تعيش تعيسًا مضغوطًا ..
قد يقول أحمق ما "يجب أن تتعب الآن لترتاح فيما بعد" .. لا يا سيدي .. أنا سأرتاح الآن وسأرتاح فيما بعد .. ما الداعي لأن أتعب في الدراسة ثم أتعب في العمل ثم أتعب في الزواج ثم أتعب في تربية الأبناء .. وبعدها أيضًا لن أرتاح لأني سأتعب من أمراض الشيخوخة .. !
هناك قصة منتشرة على الفيسبوك لا أعلم مدى صحتها لكنها في الصميم .. عن رجل أعمال رأى مجموعة صيادين في المكسيك .. يصطادون لساعتين يوميًا .. ثم يبيعون ما اصطادوه ويعودون لمنازلهم ..
حاول أن ينصحهم أن يعملوا أكثر .. فيبيعون السمك للمصانع ويجنوا الثروات .. وبعد أعوام سيصلون للاسترخاء والراحة مع أسرهم .. فكان ردهم ببساطة "نحن بالفعل وصلنا للراحة بوضعنا الحالي .. لماذا نبذل كل هذا الجهد لنصل لما هو بين أيدينا بالفعل ؟"
في كل الأحوال طالما لست ثريًا بالوراثة .. فلن ترتاح حتى تدخل قبرك .. وقد تكون وغدًا فتذهب إلى جهنم .. ولن ترتاح أيضًا !!
عليك بالراحة والاسترخاء الآن وفيما بعد .. الراحة ليست هدفًا تصل إليه .. بل هي أسلوب حياة !
القانون رقم 2 : كن وغدًا متشائمًا ..
التفاؤل وحسن النية من شيم البلهاء .. فإذا كنت منهم فلن تسلم شر الخوازيق المتتالية !
تعامل دائمًا بمنطلق سوء النوايا .. لا أطلب منك أن تدخل في معارك مع الجميع .. فحينها لن تستطيع أن تطبق القانون رقم 1 ..
لكن نصيحتي هي أن تتعامل مع كل شخص على أنه خازوق متنكر .. مهما أظهر لك من حسن الخلق والطيبة .. هل فكرت من قبل في تقسيم كلمة "بشر" ؟ الباء هي حرف جر في المعجم تفيد (التعليل – المصاحبة – المقابلة – القسم – التأكيد) .. و"شر" واضحة لا تحتاج شرحًا ..
أي أن كلمة "بشر" معبرة تمامًا عن معناها .. كائنات ذات شر !
تقول أنك ضعيف في النحو ولم تفهم ؟ سأعطيك مثالًا ..
“ذهب محسن إلى العمل بسيارة" .. فهمت ؟ "بسيارة" هنا ليست كلمة .. حرف باء يفيد المصاحبة وكلمة "سيارة" .. وصلت ؟
إذن اتفقنا أن البشر شر .. لا يوجد شخص واحد لا يحوي الشر بداخله ..
افترض دائمًا سوء النية .. ولا تتجاهل العلامات الواضحة التي تفلت من البشر .. لا تخلق لهم مبررات مثل "أكيد مكانش يقصد" .. عليك أن تتوقع أي شيء من أي شخص في أي وقت .. مهما كانت درجة قربه لك .. وعليه فالقانون الثالث هو المرحلة القادمة ..
القانون رقم 3 : مصلحتك لا تهم أحدًا غيرك ..
لا تصدق أي أحد يقول لك "مصلحتك تهمني" .. لن يهتم أحد بك إلا إذا عاد عليه هذا بالنفع بطريقة ما ..
يوم القيامة سيحاسب كل شخص وحده .. يقول سبحانه وتعالى (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) .
فلا تقنعني أن أحدًا سيهتم بمصلحتك لله والوطن .. كلهم يسعون لمنفعتهم الخاصة .. لذا لا تغير قراراتك وحياتك على أساس رأي شخص آخر .. على اعتبار أنه يريد الخير لك .. لا أحد نيته خالصة .. الجميع أوغاد حتى يثبت العكس ..
تقول لي أنك تحتاج أحدًا تناقشه في قراراتك ؟ لا بأس .. لكن ليكن كلامه بالنسبة لك استشاريًا فقط .. مجرد عصف ذهني تمارسه مع أحد يساعدك لاتخاذ القرار الصحيح .. لكن لا تأخذ بكلامه بشكل مطلق مهما كانت ثقتك به ..
هذا يقودنا للقانون الأخير في هذا المقال العبقري ..
القانون رقم 4 : افقد إيمانك بالعلاقات ..
نعم .. يمكنك اعتبار هذا القانون تلخيصًا لكل ما سبق ..
الحب والصداقة وأمثالهما محض أوهام ..
الحب هو احتياج جسدي ونفسي واجتماعي .. يتم تركيبه على أي شخص جاهز ..
الصداقة مجرد مصادفة أتاحت تواجد شخصين في نفس المكان بنفس الظروف والوقت .. فيضطران للتعارف والمصاحبة إمضاءً للوقت ليس أكثر .. وحين تتغير الظروف المشتركة ستختفي العلاقة تماماً ..
أنت الصديق الحقيقي الوحيد لنفسك .. إذا تعاملت على هذا الأساس سترتاح من عدد لا نهائي من الصدمات .. وستعيش في سلام نفسي ..
وهكذا يا صديقي تنتهي أفضل مجموعة قوانين حياتية قد تقرأها في حياتك ..
وأضمن لك إذا طبقتها أن تعيش مرتاح النفس والبال ..
العفو لا داعي للتصفيق ..
