أفكار متطايرة
هذا المقال بلا موضوع ..
نعم .. هذا حقيقي .. فأنا لم أجد موضوعًا أكتب عنه .. فقررت أن أكتب مقالًا تافهًا بلا جدوى .. مثل حياتك بالضبط !
أعذرني .. فقد أغلق المقهى الذي أجلس فيه لأكتب .. وعانيت لأجد مكانًا كئيبًا مظلمًا آخر أكتب فيه .. لذا فمزاجي متعكر للغاية !
كنت أطبق فكرة عبقرية .. وهي تسجيل أي فكرة تصلح للكتابة على هاتفي .. لكني حين فتحتها وجدت عبارات غريبة جدًا .. لا أعرف لها أي معنى !
فمثلا لا أعرف لماذا كتبت "شريف وفريد ومحمد عبده" .. من هؤلاء أساسًا ؟ ولماذا لم أكتب أي ملحوظة عنهم ؟ فقط أسماء !
هل هي قائمة من أريد قتلهم ؟ هل أحتفظ معهم بثروتي على سبيل الأمانة ؟ لا أعرف !
وجدت أيضًا عبارة ملهمة .. "عقدة الولية بتاعت فودافون" !
أنا أذكر هذا .. وأصل الحكاية أن خطيبتي الأولى كانت تهوى إغلاق هاتفها كلما اختلفنا !
وكنت حينها ساذجًا .. ولا أتحمل فقدانها .. فكنت أحاول الاتصال بها مئات المرات .. وتنهار أعصابي تمامًا .. لأجد العبارة اللعينة "الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح .. اضغط رقم واحد لإرسال ميني كول" .. لتصيبني عقدة مزمنة منها !
قصة سخيفة وتافهة غاية التفاهة .. لا أعرف لماذا أذكر نفسي بها أصلًا .. !!
لكن هذا ليس أغرب من جملة "مقال عن الروائح وغرابتها" .. روائح ؟
على الأغلب كتبتها وأنا في مطعم أنتظر الأوردر !
الخلاصة أني يجب أن أكون أكثر تحديدًا وأنا أكتب الملاحظات .. وألا أعتمد على أني سأتذكر لماذا كتبت هذا الكلام ..
سأكتب هذه الملحوظة لنفسي حالاً .. "لتكن العبارات محددة أكثر" .. هكذا سأتذكر حتمًا ..
الكتابة الاحترافية ليست سهلة على الإطلاق ..
في الماضي كنت دائمًا أجمع بعض الأدباء الشباب .. ونفتتح موقعًا خاصًا بنا لنشر أعمالنا .. ولم أصادف واحدًا منهم يستطيع الالتزام بمقال أسبوعي .. أو حتى شهري ..
والحجة الدائمة هي أنه لا يستطيع أن يضغط زرًا فيكتب مقالًا !
لعلك تعرف "شكسبير" .. وحتمًا احتككت بروائعه مثل "روميو وجوليت" و "هاملت" ..
ما لا تعرفه أن شكسبير كان مجرد كاتب "أرزقي" .. لا يكتب إلا حين يحتاج إلى المال .. حينها يجلس على المقهى (هل كان هناك مقاهٍ حينها ؟) ويكتب مسرحية كاملة في نصف ساعة ويعطيها لصاحب المسرح ويقبض ماله وشكرًا !!
أتمنى لو استطعت التواصل معه لأفهم كيف كان يفعلها !
أديبنا الراحل نجيب محفوظ كان يقوم بأمر مشابه .. فقد استطاع أن يؤقلم نفسه على الجلوس على نفس المقهى أسبوعيًا .. ولا بد أن يكتب شيئًا .. وبالتدريج استطاع أن يربط إبداعه بهذه الجلسة !
دعك من د.نبيل فاروق الذي كان في وقت ما يصدر سبع سلاسل روايات شهرية !
للأسف لم أستطع حتى الآن أن أكون مثل هؤلاء الموهوبين .. أحيانًا أجلس أمام الشاشة المفتوحة لللاب توب وأعجز عن كتابة حرف واحد !
على أية حال ليس هناك جماهير عريضة تنتظر مقالاتي .. ولو اختفيت الآن فلن يهتم أحد أصلًا .. لكن هذا يمنحني حرية ممتازة .. مثل أن أكتب هذا المقال الهايف دون أن يتهمني أحد بالإسفاف !
بل و لي مطلق الحرية أن أكتب أي شيء ..
ربما أفكر في كتابة مقال عن الفرق الجوهري بين مصانع المطاط في فيتنام ومزارع الأرز في جزر الملايو .. ولن يهتم أحد ..
بل أقول لك ما هو أفضل .. أستطيع الآن أن أنهي المقال دون أي التزام بعدد كلمات مطلوب ..
وهو ما سأفعله حالًا ..
انتهى المقال ..

ايه الإسفاف ده :D
ReplyDeleteبهاء