عن بعض الأوغاد
ما رأيك في بعض التغيير اليوم ؟
أعني أننا كل مرة نجلس على القهوة وكلانا يخفض رأسه في خشوع محملقاً في شاشات الهواتف أو التبالت – جمع تابلت – ولا نقول شيئاً حتى نعود إلى منازلنا لنكمل الحملقة أيضا ..
لنجرب شيئاً جديداً .. لكن أولاً دعنا نطلب كوبين من القهوة .. ماذا ؟ تقول أنك تريد قهوة بالنوتيلا ؟
نوتيلا ؟؟ منذ أصبحت مرتبطاً تغيرت طباعك كثيراً .. كنت في الماضي تشرب القهوة من الكنكة مباشرة مثل كلب البحر توفيراً لغسيل الأكواب .. !
دعك من أن "محروس" القهوجي لن يفهم ما هذه النوتيلا وقد يعتبرها سباباً ويلكمك في أسنانك ..
ما علينا ..
دعنا نستمتع معاً بقهوتنا وأطلب لنا شيشة برتقال بالنعناع لنضبط الدماغ ..
ماذا كنت أقول ؟ آه .. بعض التغيير ..
ما رأيك أن نمارس تلك الهواية الأنثوية اللطيفة المسماة مجازاً بالنميمة ؟
دعنا نتكلم في سيرة بعض الناس .. فنحن مررنا بتجارب عجيبة وحتماً هناك شخصيات تستحق الكلام عنها .. موافق ؟ تريدني أن أبدأ ؟ حسناً ..
عرفت يوماً شخصاً عجيباً .. كان سميناً .. لا ليس سميناً مثلي .. بل كان أشبه بكرة من الدهن تتدحرج على الأرض .. لا أسخر منه طبعاً .. فأنا نفسي شخص سمين قبيح .. لكني أتقبل هذا برحابة نفس .. أما هو فأعتقد أن شكله كان سبباً في عقدته ..
فهو كان من ذلك النوع من الشباب الذي تشعر لسبب ما أنه "مابيتكشفش على رجالة" ..
ضعه في أتوبيس فيه 50 شاب وفتاة واحدة .. تجده لازقاً في الفتاة لزقة المحارة في الخرسانة ..
دعه يحضر ندوة أو خروجة جماعية .. أو أي تجمع به اختلاط .. ولن تراه إلا مع البنات !!
حتى أني شككت أنه ربما يكون شاذا جنسياً ويعامل الفتيات كأخواته .. ويخشى الفتنة من الأولاد !!
وطبعاً يتحدث بلهجة مقعرة متحذلقة لجذب الانتباه .. فهو لا يقول (عايز أخش الحمام) .. بل يقول (كثرة السوائل سببت Stress على المثانة بيدفعني لإني أدخل دورة المياه منعاً لحدوث اندفاعات أو شلالات منهمرة في نهر الزمن) !!
وإذا دققت في كلامه .. ستجده أجوفاً أو مكرراً ولا فرق بينه وبين كلام أي شخص آخر .. لكنه كما قلنا حكاك بعنف .. ويريد جذب انتباه الفتيات بأي طريقة !!
ذات يوم في إحدى الندوات التي كنا ننظمها .. كنت واقفاً خلفه.. و رأيته يخرج هاتفه المحمول ويفتح الفيسبوك .. ويدخل على "الإيفنت" الخاص بالندوة .. ويفتح أكونت كل فتاة تفاعلت عليه بـ"لايك" أو "كومنت".. ويفتح صورها ليرى من منهن تصلح كزبونة جديدة !!
ستقول لي أنه من الخطأ أن أتجسس عليه ؟
سأقول لك أن أمثال هذا الشخص هم نوع من الحشرات أو الطفيليات ...
هل يمكنك اتهام عالم يتابع نشاط طفيل تحت المجهر بالفضول والتجسس ؟
أعتقد أن سبب ما يفعله فعلاً هو عقدته من شكله .. فغالباً كانت الفتيات تسخر منه في صغره .. فيحاول الآن أن يثبت أنه رائع .. !
حمداً لله أن علاقتي انقطعت به تماماً الآن ..
ماذا ؟ أعجبتك وتريدني أن أحكي لك عن شخص آخر ؟ يا خبيث .. تريدني أن ألبس سيئات النميمة وحدي ؟
حسناً ..
***
سأكلمك الآن عن "ست كبيرة" .. نعم .. أنا وغد كما تعلم واكتسبت عداوات من كل الأجناس والأعمار .. إذا أصبحت رئيساً للجمهورية يوماً أعتقد أني سأدخل حروباً أكثر من هتلر وهولاكو ومرتضى منصور ..
المهم .. هذه السيدة تنتمي لذلك الجيل من النساء .. اللاتي تنحصر حياتهن في التخرج ثم الزواج ثم القعدة في البيت حتى الموت ...
لا اعتراض لدي طبعاً .. فهكذا كان المجتمع يحتم وقتها ..
لكني لم أفهم لماذا يتم أخذ كلامها على أنه الحكمة المقطرة .. واللؤلؤ المكنون .. في أوساط المثقفين ؟
الخبرة ؟ كل خبرتها في التعامل مع بائعي الخضروات والست أم ريتاج جارتهم .. ومشاهدة مسلسل الساعة سبعة .. كلها لا تشفع لها في أن يكون لها رأي في الثقافة والصالونات الأدبية لو أردت رأيي ..
فعلاً كانت آراؤها ساذجة للغاية وتدل على ضحالة الفكر وظلام الروح .. لكن كل من كانوا حولي حينها كانوا ينظرون لها برهبة باعتبار أن "وسع للكبير بقى" .. و زاطت الولية فيها .. فأصبحت تتدخل في كل شيء .. وتبدي رأيها في كل الناس .. وإذا كان هناك مشروع خطوبة بين اثنين تتدخل في الحال لتصدر فرماناً أنهما غير مناسبين لبعضهما .. وتوسوس للفتاة بنصائح النكد الأزلي .. وهي نصائح شريرة لدرجة أني في مرة رأيت "إبليس" يهرب من المكان بهلع بعد أن رأى كمية الشر والسواد المنبثقين منها !! فمشاعره حتماً أرق من هذا بكثير !!
المهم أن هذه السيدة الفاضلة أصبحت تعتبر نفسها كبيرتنا "عافية" .. وتبدي رأيها – السلبي دائماً – في كل شيء .. محيلة حياتنا إلى جحيم .. جحيم ؟ لا بل هو "المطهر Purgatory" الذي يذهب إليه مصاصو الدماء والمستذئبون بعد موتهم !!!
أطلب لنا كوب قهوة آخر لنهدئ أعصابنا .. فسيرة هذه الولية تلهب أعصابي .. تقول أن القهوة تتعب الأعصاب أكثر ؟ تريدني أن أشرب عصيراً ؟
عصير ؟؟؟؟ عصير ؟؟؟؟ يا أخي قاتل الله الارتباط والخطوبة التي حولتك إلى شاب سيس !!
لنتكلم عن شخص آخر ...
عرفت شاباً مسهوكاً ذات مرة .. نعم مسهوك .. يتكلم بسهتنة وفي عينيه نظرة تشبه نظرة إي تي ..
يحلم أن يكون شخصاً عظيماً ... فقط .. يحلم فقط ..
يكتب طوال اليوم أحلامه وأمانيه ... نعم طوال اليوم ..
فهو غالباً قد قرأ حكمة "من طلب العلا سهر الليالي" .. لكنه فهمها خطأ .. فهو يسهر الليالي فقط ليقول أنه يطلب العلا .. ولا يفعل أي شيء آخر !!
أربع وعشرون ساعة يا مؤمن يكتب بوستات على الفيس بوك عن أحلامه وكم هي رائعة وعظيمة !!
متى سيحققها إذن ؟؟!!
وهو يعتقد أنه يملك شبكة علاقات كاملة .. فلو طلبنا مثلاً شخصاً يجيد برمجة الكمبيوتر وفنون الجيجوتسو القتالية ويحمل دكتوراه في سحر الكابالا والفودو .. لأعلن بحماس أنه يعرف رئيس نقابة مهندسي البرجمة والجيجوتسو والكابالا والفودو ..
الغريب هنا أنني كلما تواصلت مع شخص وأقول له أني من طرف هذا الأخ .. يبدو الضيق والملل واضحاً في صوته .. فآمنت بمقولة "أحمد رزق" العبقرية في فيلم اوعى وشك .. "يا راجل دي حتى الطفاية دي مش طايقاه" .. !!
طيلة الوقت يقول أنه خبير في كل شيء .. يذكرني بأبو طويلة بتاع مجلة ميكي !
وحين سألت عنه في عدد من المؤسسات التي عمل فيها .. عرفت أنه طرد منها جميعا .. لأنهم مهما كلفوه بمهمات يعجز عن أداءها !!
هييييييييييححح .. أشكال قذرة ... على أية حال لا أريد أن أتناول سيرة الناس .. لنكن نحن في حالنا ..
كانت جلسة ممتعة جداً .. يجب أن نكررها كثيرا !!
الآن أطلب لنا كوباً أخيراً من القهوة .. حتى نستطيع النوم .. وإياك .. إياك .. أن تقول أن القهوة تسبب الأرق !!
إخرس قليلاً ودعني أستمتع بقهوتي بهدوء ...
هات ولعة هنا يا محروس !!

No comments:
Post a Comment